اختلاف عادات النوروز عند شعوب البلدان المحتفلة به

يحتفل بالنوروز في عدد من الدول في الشرق الاوسط، ودول القفقاز وشبه القارة الهندية ودول البلقان، واماكن اخرى من العالم، ويعود تاريخ النوروز الى زمن بعيد. وقد اقرت منظمة الامم المتحدة النوروز عيداً رسمياً يحتفل به 300 ميليون نسمة في 11 دولة في العالم. 

ومن الدول التي تحتفل بعيد النوروز نذكر: سورية حيث تحتفل به القومية الكردية في سورية به، وافغانستان وطاجيكستان، جمهورية آذربايجان، اوزبكستان، تركمنستان، كازخستان، قرقيزيا، الهند والبانيا و...

وقد اختلفت فلسفات الاحتفال بعيد النوروز من دولة الى اخرى فمثلاً يفسرالناس في آذربايجان حسب الأساطير القديمة عندهم تفسيرات عدة للاحتفال بعيد النوروز منها ان "سياوش" ابن "كيكاووس" وهو شخصية اسطورية سافر الى بلد "افراسياب" واستقبله الاخير استقبالاً ملفتاً وزوجه ابنته فبنى سياوش سور بخارا استذكارا لرحلته الى بلد "افراسياب" لكن الاعداء غضبوا من ذلك وعملوا على إحداث خلاف بين سياوش وافراسياب فقرر افراسياب قتل سياوش وبعد قتله امر بوضع جثته على سور بخارا، لكن الزرادشتيين انزلوا الجثة ودفنوها عند البوابة الشرقية ونظمت في ذلك مرثية سموها النوروز. وهناك تفسيرات اخرى عند الآذربايجانيين لا يسع المقام لذكرها كلها.

اما في تركمنستان فيعتقد الناس حسب اساطيرهم ان النوروز هو اليوم الذي توج فيه "جمشيد" ملكاً على الـ "البيشداديان" .

اما طقوس وعادات عيد النوروز فتكاد تتشابه بين الدول المحتفلة به. وفي بعض الدول يفعلون اشياء مختلفة اضافة الى المشتركات بين الدول المحتفلة بالنوروز، ففي اوزبكستان يزرعون الاشجار ايضا ويقيمون مسابقات رياضية ومسابقات غناء وتمثيل مسرحي.

وفي افغانستان اضافة الى ما تحتفل به الدول الاخرى في عيد النوروز ، يرفعون علماً يسمونه علم الامام علي (ع) في احتفال مهيب وبرفع العلم يبدأ عندهم عيد النوروز والسنة الجديدة رسمياً ويستمر العيد لاربعين يوماً ويعتقد الناس هناك بان رفعة العلم تنبئ بماهية السنة القادمة فاذا رفع العلم بشكل سلس وجيد وبدون اهتزاز وارتجاف وبسلاسة فان السنة القادمة ستكون سنة خير ويعتقد الناس هناك بان الجلوس عند العلم لمدة اربعين يوما يسمونها "جلة" يحل مشاكلهم ويجعل دعاءهم مستجاباً.

ومن العادت النوروزية الخاصة في بعض البلدان يصنع الناس في  تركيا معجوناً متشكلاً من أربعين مادة خاصة، يشفي الكثير من الامراض ويقوي الجسم ويمنحة طاقة كبيرة. ويعتقد الناس في تركيا بان النوروز هو بداية ربيع الطبيعة وتجديد الحياة في العالم وبعضهم يعده يوماً مقدساً والبعض يعده عاملاً للتضامن والاتحاد وبعضهم يظن انه يوم ميلاد الامام علي (ع) ووصوله الى الخلافة وزواجه من فاطمة(س).

اما في باكستان فيسمى النوروز "عالم افروز" بمعنى اليوم الجديد الذي ينير العالم، ويقيم الباكستانيون طقوس النوروز المعروفة وعندهم يجب الابتعاد عن الكلام السيء وغير المناسب ويعتقد الباكستانيون ان هدف النوروز هو الأمل والأمان والسلام والمصالحة والاخوة والمساوة، والنوروز عندهم مثل رائحة الازهار الطيبة التي تريح النفس عند الانسان.

 وفي الهند يعد عيد النوروز يوماً وطنياً يحتفلون به ويسمى "هولي" ويحتفل به بعد ان يكون القمر بدراً في نهاية فصل الشتاء البارد ويكون ذلك ما بين 16 الى 21  من مارس.

اما في طاجيكستان وخاصة الـ "بدخشانيون" فان النوروز عندهم العيد الوطني للأجداد ويرمز عندهم للمحبة والحياة ويسمونه "خيدير ايام" بمعنى الحفل الكبير . وفي طاجكستان وخاصة منهم البدخشانيون يسارع الناس عند شروق الشمس الى اخراج اغراض البيت ووضع قطعة قماش حمراء على مدخل المنزل ويرمز اللون الاحمر الى الخير والبركة والفرح في السنة الجديدة.

اما عند الشعب الكردي فيقول الكاتب الكردي "موسى اسلام" بان الاحتفال بعيد النوروز عند الاكراد سابقاً كان في 31 من اغسطس لكن بعد دخول الشعب الكردي في الاسلام وتبني التقويم الاسلامي تحول الاحتفال بالنوروز الى مارس.

وفي قرقيزيا منعت شيوعية الاتحاد السوفياتي الاحتفال بعيد النوروز لمدة 62 سنة وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي عاد الناس الى عادتهم في الاحتفال بعيد النوروز حيث صار الناس يحتفلون بعيد النوروز ويقيمون طقوساً مشابه لما موجود في الدول الاخرى المحتفلة بالنوروز وينظفون المنازل كما في تلك الدول لكن في قرقيزيا يشعل صاحب المنزل شمعتين ويضعهما فوق منزله ثم يبدأ التنظيف ويعتقدون ان من ينظف منزله لن يصيبه مرض خلال السنة الجديدة. كذلك تقوم الفتيات في قرقيزيا بطبخ اكلة تسمى "اويقي آشار" من آخر ما تبقى من لحم الخيل الذي يسمى "سوقيم" وتدعو الفتيات من يحببن من الشباب لتناول الطعام وفي المقابل يهدي الشاب مرآة ومشط وعطر للفتيات اللواتي يحبون الارتباط بهن ويسمون ذلك بـ "سلت اتكيتر". ويعد النوروز بالنسبة للقزاقيين مقدس جداً، ويتفألون بالمطر ونزول الثلج في هذا اليوم ويلبسون الملابس الجديدة البيضاء  ويطبخون طعاماً خاصاً يسمى "نوروز غوجه" ويعد من سبعة اشياء، وغوجة يعني شوربة وهذا يعني توديع فصل الشتاء والاطعمة الشتوية.

ا.س/ح.خ